تدوينات مختارة

منجب: مأساة وفاة أحمد جواد دليل قوي على لا أخلاقية الدولة

58 / 100
المعطي منجب: أكاديمي
توفي الصديق والفنان المبدع أحمد جواد من جراء حروقه بعد أن أشعل النار في جسمه النحيف، وذلك احتجاجا على التهميش والتضييق في الرزق الذي تمارسه ضده الأذرع الثقافية للمخزن.حصل آخر اتصال بيننا لما حكى لي كيف يحاربه “أصحاب المخزن” وكيف يفعلون كل شيء لرفض عروضه ومقترحاته الابداعية.
قلت له لأعزيه Hنت تنشر الفكر النقدي ضد نظام القهر والاستبداد والفساد وتفعل ذلك علانية في إبداعاتك وبشجاعة وتدافع عن الحرية، فكيف تريد أن يغفروا لك وان يعاملوك كما يعاملوا المتزلفين المتحذلقين الذين لا يعرفون وزارة الثقافة الا مرة او مرتين في السنة لما يأتوا لأخذ شيك الدعم أو لطلبه.
أشار لي بحياء وكرامة أنه في ضيق كبير على المستوى المادي فقلت له بأني لا استطيع شيئا … مُخبرا إياه بأن أجري كأستاذ جامعي قد قطع منذ مدة لنفس الدواعي التي يُحارَب هو بسببها ويُضيقُ عليه في رزقه فقال لي “إذن انا من سيساعدك هذه المرة”، ضحكنا كثيرا واتفقنا على ان من تتحسن ظروفه هو الأول يساعد الآخر، ضحكنا من جديد وتوادعنا… إلى أن سمعت بالخبر الأليم والذي لم أصدقه في البداية.
هذه المأساة الفظيعة دليل قوي على لا أخلاقية الدولة التي تغدق الريع على من يكتب ويثرثر لصالح نظامها الفاسد ، وتحنق وتضيق وتهين وفي الاخير تدفع للموت البطي وأحيانا السريع الوطنيين الحقيقيين الذين يبدعون ويكتبون بحرية حسب أرائهم ومحبتهم للبلاد وللقيم السامية التي يؤمنون بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى