الاقتصادية

مستقبل الطاقة المتجددة بالمغرب

67 / 100

قال موقع الطاقة المتخصص إن الطاقة المتجددة في المغرب تبرز كسلاح فاعل تتحوط به البلاد ضد تداعيات الأزمات الدبلوماسية المحتملة التي قد تنشب –في أيّ وقت- مع روسيا جراء موقف الرباط المتأرجح من الحرب الأوكرانية، وما قد يترتب عليها من قطع موسكو إمدادات الوقود، على غرار أزمة الأخيرة مع الجزائر.

وأردف أنه يزخر بمصادر متجددة متنوعة، مثل موارد الرياح الوفيرة في الداخل وعلى الساحل، والسطوع الشمسي لأوقات طويلة؛ ما يغذّي لديه الآمال في أن يصبح قادرا ليس فقط على تلبية احتياجاته الخاصة من الكهرباء النظيفة فحسب، ولكن في أن يصير –أيضا- مصدرا إقليميا لها إلى شمال إفريقيا وأوروبا.

وقال تقرير نشرته منصة الطاقة الدولية إن المغرب نجح في أن يدير أزمات الطاقة الناجمة عن علاقاته المتوترة مع المورّدين، عبر شراكة الغاز الجديدة مع إسبانيا، وتعزيز صادرات الوقود الأحفوري إلى أوروبا، مستدركا أن استبدال مورّد للوقود الأحفوري بآخر لا يخدم حاجة المغرب للتحول العالمي من الوقود الأحفوري، أو حتى يخفف التقلبات في أسعار وإمدادات تلك الأنواع من الوقود.

وأشار المصدر ذاته إلى أنه بالنظر إلى أن المغرب يستورد قرابة 90% من احتياجاته من الطاقة، فإنه عرضة  إلى تقلبات الأسعار في السوق العالمية، وقد لامست قيمة واردات الطاقة المغربية مستوى قياسيا يربو على 153 مليار درهم مغربي ( 41.7 مليار دولار أميركي) في عام 2022، بارتفاع نسبته 102% عن العام السابق (2021).

وأضاف أن المغرب لا يملك هدفا للحياد الكربوني، لكنه يتطلع إلى تعزيز حصته من مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 52% بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، وإلى 70% بحلول عام 2040، وإلى 80% بحلول عام 2050، في إطار خطة المناخ الوطنية التي قدّمتها الرباط إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بموجب اتفاقية باريس للمناخ (2015).

ويستهدف المغرب أيضا خفض اعتماده على واردات الوقود الأحفوري الأجنبية بنسبة 100%، وبمقدوره أن يحقق أهدافه الجديدة، بالنظر إلى التقدم المحرز في توسيع المشروعات في قطاع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بحسب دراسة تحليلية نشرتها مؤسسة “غلوبال داتا”، الشركة الأم لـ”إنرجي مونيتور”.

ويشتمل إجمالي سعة الطاقة المتجددة في المغرب على طاقة شمسية سعة 831 ميغاواط، وطاقة رياح سعة 1.466 ميغاواط، وطاقة كهرومائية سعة 1.770 ميغاواط، وهناك خطط قائمة للوصول بسعة الطاقة المتجددة في المغرب إلى 10 غيغاواط بحلول عام 2030.

ونقل موقع الطاقة تصريحا لمدير المشروعات في غلوبال داتا، بافان فياكارانام: “تخطط الحكومة لتحقيق مستهدفاتها من الطاقة المتجددة في المغرب بحلول أعوام 2030 و2040 و3050، عبر التطوير التكنولوجي في تخزين الطاقة، والهيدروجين الأخضر، وتقليل تكاليف الطاقة المتجددة في المغرب”.

وأضاف فياكارانام: “الطاقة المتجددة في المغرب تمضي -الآن- في المسار الذي يقودها إلى مُستهدفها بحلول 2030، وستقلص اعتماد البلاد على مصادر الوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز”.

وتابع: “سعة الطاقة المتجددة في المغرب (المركبة) ستنخفض من 38.8% في عام 2020 إلى 22% بحلول عام 2030، وستتقلّص حصة سعة الكهرباء المولدة بالنفط إلى 9.2% بحلول 2030 من 16.2% في عام 2020”.

لكن التحول إلى الطاقة المتجددة في المغرب يعقد النزاع القائم بين الرباط والجزائر حول الصحراء، التي أطلقت فيها الأولى مشروعات طاقة متجددة بقيمة 1.95 مليار دولار، سعة 1.6 غيغاواط، ما يعادل 36% من السعة الإجمالية المطورة، وفق المصدر ذاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى