المنصّة الجهوية

مراكش.. مدينة عالمية أساءت لها نخبة سياسية ضعيفة وفاسدة

60 / 100
يبدو أن المدينة الحمراء لم تعد حمراء بعدما لطخت بأوساخ التدبير الضعيف الذي أساء لسمعتها العالمية، ولمرتبتها المتقدمة كوجهة سياحية، تشد لها الرحال من كل قارات الكرة الأرضية.
فقد علت في الآونة الأخيرة أصوات أبناء المدينة من نشطاء حقوقيين ومدنيين وفاعلين مجالات بيئية واجتماعية وغيرها، منددة بالوضع الذي صارت عليه مراكش التي تغنى بها الأدباء والشعراء والفنانين..
وتشتكي ساكنة المدينة ونشطائها من انتشار مظاهر “إحتلال الأرصفة من طرف الدراجات، إحتلال الملك العمومي، فوضى تدبير مراكن وقوف السيارات والدراجات وإبتزاز المرتفقين، افتقاد الشوارع لعلامات التشوير، انتشار الأزبال، ضعف الإنارة، ارتفاع عدد المتسولين والمختلين عقليا.
بالإضافة إلى ذلك، تغيب عن المدينة مشاريع إستثمارية، وقلة المناطق الخضراء، أما الموجودة فتعرف تسيبا ملحوظا في تدبيرها، انتشار أصحاب العربات المجرورة بدواب في واضحة النهار، غياب حركة ثقافية بالمدينة… الخ .
نخبة سياسية ضعيفة وفاسدة
يقول محمد الغلوسي في تدوينة على الفايسبوك، أن والي المدينة “لا يسمع له صوت وبصمته تكاد تكون منعدمة، لايتكلم، لايتواصل، لا يتحرك من أجل الدفع بالإستثمار وتشجيع السياحة، تجده في اجتماعات تكاد تكون يومية مع مصالح مختلفة لكن الرأي العام لا يعرف اي شيء عن تلك الإجتماعات عديمة الجدوى !”.
وأبرز أن المدينة تسيرها نخبة سياسية ضعيفة، “منهم من هو مدان قضائيا في قضايا فساد مالي وآخرين تحوم حولهم شبهة الريع وتضارب المصالح، نخبة تفتقد لتصور وبرنامج واضح للنهوض بأوضاع المدينة وساكنتها تنتظر الفرج وتواجه أوضاعا اقتصادية واجتماعية صعبة بينما البعض استطاع مراكمة الثروة بطرق مشبوهة عن طريق استغلال مواقع القرار العمومي”.
وتابع رئيس جمعية حماية المال العام أنه “في هذه المدينة الرائعة يوجد أشخاص ضمنهم برلمانيين ومنتخبين ومسؤولين كبار استولوا على العقار العمومي بأثمنة رمزية تحت ذريعة الإستثمار والحقيقة أنهم استثمروا في أرصدتهم وتركوا المدينة تعيش وضعا لا تحسد عليه”.
وكشف أن الجمعية المغربية لحماية المال العام قدمت شكاية ضد هؤلاء، لكنها لحدود الآن وبعد انتهاء البحث القضائي أحيلت على الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بمراكش من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية منذ مدة طويلة لم يتخذ بشأنها أي قرار لحدود الآن ! “ليستمر الإفلات من العقاب إلى إشعار آخر”.
وانتهى الغلوسي في منشوره إلى أن أهل مراكش يطالبون كل الجهات المعنية ويطلقون صرختهم من أجل التدخل العاجل لإنقاذ مدينة من واقع الإهمال والنسيان فضلا عن وضع حد لسياسة الإفلات من العقاب وربط المسؤولية بالمحاسبة وتحريك الملفات القضائية الراكدة والتي استغرقت وقتا طويلا أمام البحث والمحاكمة دون أن ينال لصوص المال العام والمفسدون العقاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى