تدوينات مختارة
محمد سعود: جبال الأطلس في المغرب.. ثقافة قائمة بذاتها

58
/ 100
محمد سعود: تشكيلي وباحث
جبال الأطلس في المغرب ليست مجرد سلسلة جبلية،، بل ثقافة قائمة بذاتها،، لا تشمل التضاريس بل الإنسان والحيوان والنباتات والمياه والفنون..
يطلق عليها سكانها الامازيغ المصامدة”أدرار ن دْرْنْ” أي جبل الحياة وهو نفس الاسم الذي استعمله المؤرخ والجغرافي الإغريقي سترابون الاماسي Strabon d’Amasée في تسميتها ووصفها ب Dryne.. ولارتباطها بالميثولوجيا الإغريقية تم إطلاق اسم الأطلس عليها.
في المغرب تجد الأغاني والموسيقى الأطلسية، ومن منا لا يعرف أن أجمل مقطوعة موسيقية في المغرب هي بعنوان “رقصة الأطلس” للمرحوم عبد القادر الراشيدي التي ذاع صيتها شرقا وغربا ،،وعزفتها حتى فرق موسيقية من أقصى شرق آسيا..ولازالت خالدة إلى حد الآن.
وكذلك أسود الأطلس التي حافظ عليها المغاربة ولازالت إلى حد الآن اكثر من النصف يوجد في المغرب والبقية تم توزيعها على حدائق دول أخرى للعناية بها وخوفا من انقراضها بسبب جائحة أو كارثة طبيعية أو من تدبير الإنسان.
للمغاربة ثقافة خاصة مع هذه الجبال إلى درجة أن سكانها يُنسبون لجبالها إضافة إلى بعض اسمائهم العائلية لا تخلو من كلمة أطلس أو أطلسي .. كما يطلق اسمها على القطارات والمياه المعدنية وعلى أسودها.. لهم خبرة في التعامل معها بالحفاظ عليها من النيران التي تلتهمها وكذلك طريقة إطفائها وتسلقها والنزول منها.. إضافة إلى الترويج لها سياحيا للاستفادة من بعض مداخيلها..
هي مثل جبال الهملايا والمقارنة هنا ليست في علوها وامتدادها بل في ثقافتها ،،هذه السلسلة تشمل دول عديدة كالصين وبوتان والنيبال والهند وباكستان وميامار ولكن حين نسمع اسمها نستحضر فقط الهند و لا نستحضر دولا أخرى ومن بينها النيبال التي ينطلق منها هواة تسلق جبل إيفيرست.. أو نهر النيل الذي يمر من دول عديدة ولكن نستحضر مصر علما أن على ضفافه قامت حضارات عظيمة خاصة حضارة الكوش في السودان . لماذا مصر بالذات؟ كلنا يعرف السبب، وهو ارتباطهم بالنيل إلى درجة تقديسه.
المشكلة في ارتباط الإنسان المغربي بالأرض سواء من جبال أوسهول وإهماله لثقافة البحر، ،جعلته يستفيق على صدمة لازالت آثارها الى حد الآن، فحين أراد استكشافه وجد أن فيه في جزرا كثيرة وقعت أسيرة في يد الإسبان الذين كانت لهم دراية كبيرة بالمجال البحري.