
قال عبد الواحد متوكل رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان إن النقد بشروطه، لا يحرج الجماعة بل يفيدها، موضحا أن النقد ضروري؛ للنظام السياسي من أجل فعالية وتجويد أدائه، “وهو ضروري أيضا للمجتمع المدني من أجل تطوره ومساهمته ويقظته ومشاركته. والنقد، بحسبه دائما ضروري لكل الفعاليات المجتمعية والسياسية لتجاوز ما قد يكون فيها من نقص أو خلل”.
وأردف خلال ندوة نظمتها الجماعة السبت 5 نونبر بمناسبة تخليدها للذكرى الأربعين لتأسيسها، ” العدل والإحسان ليست بدعا من هذه الفعاليات التي تحتاج للملاحظة والنقد والتوجيه. وإن كنا نستند إلى مصدر رباني نعتز به ولا نخفيه. ولكن وفي مجال الاجتهاد الواسع وفي ما يسميه العلماء “بمنطقة العفو”، يعترينا ما يعتري عامة البشر من السهو والنسيان والخطأ والصواب”.
وتابع في الندوة التي أطرتها فعاليات تختلف مع الجماعة في التوجه “لا يزعجنا أن يقال رؤيتنا لإصلاح الدولة والمجتمع تستند إلى المرجعية الإسلامية، ولكن يزعجنا أن يقال أننا نحتكر فهم الإسلام، ونريد أن نفرض على الآخرين فهمنا للإسلام، فالعقائد لا تفرض”.
وقال أيضا في كلمة بالمناسبة “لا يزعجنا أن يقال إن تصورنا لنظام الحكم مثالي وغير واقعي ولا يمكن أن يتحقق، ولكن يزعجنا أن يقال أننا نريد أن نقيم دولة تيوقراطية أو حكومة ملتحية على ما في هذه الكلمة من قدر غير قليل من التهكم. ونريد أن نذبح الديمقراطية من الوريد إلى الوريد بمجرد أن نقضي منها وطرنا” مستدركا أن هذا “غير ممكن واقعا وعملا ولا حتى مصلحيا”.
وأكد عضو مجلس إرشاد العدل والإحسان أن فهم الجماعة للإسلام يتأسس على “نقيض وتناقض حاد مع الإكراه والاستبداد”، ثم زاد “الفرق كان واضحا منذ التاريخ الأول للإسلام بين الحاكم الذي يتولى الحكم برضا الناس وموافقتهم، والحاكم الذي يتولى بالسيف والقهر والغلبة”.
وانتهى متوكل إلى أن “الشرعية لا تحصل ولا تكتمل إلا بالاختيار الحر وبرضا الناس” وبأن الإسلام “ظلم كثيرا من طرف أبنائه قبل خصومه”.