مافيا استنزاف الفرشة المائية.. لماذا تصمت وزيرة الماء السابقة؟!

اختارت وزيرة الماء السابقة شرفات أفيلال التزام الصمت والاكتفاء بنشر أسئلة فضفاضة بحائط حسابها الفايسبوكي، تلمح فيها إلى استنزاف الفرشة المائية في عهد وزير الفلاحة السابق ورئيس الحكومة الحالية عزيز أخنوش، هذا الأخير وجه انتقادات في بيانه الأخير إلى تدبير أفيلال للقطاع.
وزيرة الماء السابقة طرحت الأسئلة التالية ” بغيت نعرف من كان يعطي الدعم للفلاحة السقوية في مدارات المنع ودون ترخيص من وكالات الأحواض؟ بغيت نعرف من كان يرفض التوقيع على عقدة الفرشة المائية لحمايتها من الاستنزاف؟ بغيت نعرف من كان له الفضل أن يطلق دراسة مشروع محطة التحلية الدار البيضاء الكبرى قبل ان يغادر؟ بغيت نعرف من كان يشجع الزراعات المستهلكة للماء بزاكورة و يترك الساكنة بالعطش؟
هي أسئلة استنكارية تعرف القيادية بحزب التقدم والاشتراكية أجوبتها، بل إن هناك أسئلة أكبر تطرح حول مافيا استنزاف الفرشة المائية بالمغرب، وأكيد أن الوزيرة السابقة تعرف أجوبتها وكواليسها، لكنها فضلت الصمت، لعدم تحليها بالجرأة السياسية!
رفض التشويش على الحكومة!
واتهم الحزب الذي يترأسه أخنوش الوزيرة السابقة أفيلال بسوء تدبير القطاع الذي كانت تشرف عليه، إذ قال إن “حزب التقدم والاشتراكية ساهم في تدبير مجموعة من القطاعات الاستراتيجية خلال الفترة السابقة، وتعلمون حجم الإشكاليات الكبرى التي تواجه بلادنا، خاصة في قطاعات الصحة والماء، التي سبق وفتحتم فيها أوراشا بميزانيات مهمة، لم تكتمل يوما لأسباب عدة أنتم الأدرى بها، وتستوجب الشجاعة السياسية شرحها للمواطنين”.
وكانت شرفات أفيلال عضو المكتب السياسي لحزب الكتاب قد رفضت التصريح لـ”المنصة” لتوضيح الأزمة المائية بصفتها وزيرة سابقة مكلفة بالماء وإطار بمؤسسة عمومية تشرف على تدبير الماء والكهرباء، واكتفت بالقول إنها لا تريد التشويش على عمل الحكومة.
أفيلال سبق لها أن شاركت في مارس 2022 في ندوة رقمية نظمها الاتحاد الوطني للمهندسين بالمغرب حول تدبير أزمة الماء، قالت فيها إن المغرب يشهد عجزا على مستوى الواردات المائية وصل إلى نسبة 88% .
وطالبت حينها بالجرأة السياسية في اتخاذ قرار اعتماد تدوير المياه كمورد آخر لحل الأزمة، وهو مورد غير معرض للتقلبات المناخية، مشيرة أن بعض الدول كتونس والأردن ولبنان لجأت لهذا الحل بنسبة 80%، بينما في المغرب لم نتجاوز %9.
ودعت في الندوة ذاتها إلى ضرورة البحث عن بدائل أخرى وإعمال نمط حكامة جيد، بما في ذلك التنمية الفلاحية، مبرزة أنه لا يمكن أن ننمي هذا القطاع بنسبة تفوق القدرة الهيدرولوجية لكل منطقة، ولفتت أيضا إلى أن الممارسة الزراعية في بعض المناطق تفوق قدرتها الانتاجية.
انتقادات لصمت أفيلال
عبر العديد من رواد الفايسبوك خرجة تساؤلات الوزيرة السابقة، إذ قال أحدهم “شرفات أفيلال وزيرة سابقة مكلفة بالمياه من حزب التقدم و الاشتراكية كانت زميلة لرئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش حينما كان وزيرا للفلاحة و يعمل تحت رئاسة الدكتور العثماني و كانت تعلم بحقيقة عطش الناس من أجل التصدير و سكتت طبعا حفاظا على الانسجام الحكومي الذي يضمن الحفاظ على المنصب، لكن حينما تراشق حزبها مع حزب رئيس الحكومة قدمت هذه “؟المساهمة” البسيطة في المعركة !!! طبعا تدوينتها تدينها إلى جانب رئيس الحكومة لأنها تواطأت معه و سكتت و بررت وغالطت الشعب… يعني أن الحزب خط أحمر و الشعب خط أخضر وهذا حال أغلب أطياف اليسار” .
وقال مصطفى الفن الصحافي ومدير موقع أذار “وددت لو أن الوزيرة المكلفة سابقا في الماء طرحت مثل هذه الأسئلة في في الزمن المناسب وفي المكان المناسب.. لماذا؟ لأن السياسة هي فن التوقيت.. أما الكلام، بعد خراب مالطا وبعد خراب الفرشة المائية وبعد خراب كل شيء حي، فيبقى مجرد كلام ليل يمحوه النهار..”.
من جهة أخرى خرج طرف يحاول الدفاع عن أفيلال قائلا “تحية عالية للسيدة شرفات افيلال، الوزيرة الوحيدة التي حاربت بكل ما أوتيت من قوة من أجل وقف استنزاف المياه بزاكورة، الوزيرة التي أنذرت الحكومة في الوقت المناسب أن المغرب مقبل على عجز مائي مهول لا تحمد عقباه، الوزيرة التي طالبت بوقف استنزاف المياه الجوفية بعدما تجاوزت نسبتها الحد الذي يهدد الاستقرار المائي للدولة… لكن لوبي الفلاحة الجائرة كان له رأي اخر و لأن كل من يفضل مصلحة هذا الوطن على المصالح الشخصية و مصالح المجموعات لا يجب أن يستمر في أي منصب كان الإعفاء من نصيب السيدة الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء السيدة شرفات أفيلال ليصبح قطاع الماء بلا مسؤول ولا مكلف و لا حسيب و لا رقيب”.
ويبقى السؤال المهم الذي يجب أن تجيب عليه وزيرة الماء السابقة، هو لمصلحة من تلوذ بالصمت إذا كانت هي نفسها ومع يدعمها تتغنى بالوطنية والدفاع عن المصلحة العليا للبلاد؟ فهل من يحب الوطن يصمت عن كشف الحقيقة للمغاربة، في قطاع يهدد البلاد بأزمة خطيرة على المدى القريب!