مؤسسة بحثية تكشف نتائج دراسة حول الإعلام المغربي وأزمة كوفيد

قامت مؤسسة منصات للأبحاث والدراسات الاجتماعية بدراسة حول الإعلام المغربي وأزمة كوفيد. وسعت الدراسة إلى الإجابة عن سؤال مركزي أساسي وهو كيف تفاعلت الصحافة المغربية الورقية مع هذه الأزمة الوبائية؟ وأظهرت الدراسة نتائجها أمس الاثنين 4 يوليوز.
واعتمد البحث على تحليل وضعية عينة من ستة صحف، ثلاثة منها حزبية وهي العلم والاتحاد الاشتراكي وبيان اليوم والأخرى غير حزبية وهي المساء والأحداث المغربية وأخبار اليوم. وغطى هذا البحث 96 عددا نشرتها مؤسساتها الصحفية خلال مرحلة الحجر الصحي الشامل ما بين أبريل ويونيو2020.
وأكدت الدراسة أن الصحف المدروسة أحالت بنسبة تفوق 36% على الحقل السياسي أثناء تناولها للأزمة الوبائية. ويأتي الحقل الاجتماعي في المرتبة الثانية بنسبة 32% مقابل نسبة إحالة تصل إلى حوالي 18%. واحتل الحقل الاقتصادي المرتبة ما قبل الأخيرة بنسبة إحالة تصل إلى ما يفوق قليلا 12%، أما الحقل الديني فكانت الإحالة عليه هامشية بحوالي 1%.
وهيمنت على الصفحات الأولى للصحف المدروسة أخبار كوفيد واحتلت المساحة المخصصة له أكثر من80% من الصفحات الأولى لجرائد العينة. كما تم تسجيل تراجع المواد الإعلامية الهادفة إلى تحقيقالمتعة،بالإضافةإلى تراجع المساحات المخصصة للإشهار،أخبارالنجوم،و”الفضائح”.
وكشفت الدراسة الهشاشة التي يعاني منها الجسم الصحفي سواء على مستوى هشاشة الوضع السوسيومهني للصحفيين من جهة. ومن جهة أخرى، ضعف أدوات العمل ونقص الاستعداد والتكوين حيث وجود إقرار عام بانعدام التحضير للأزمات مع عدم وجود خطة تواصلية للأزمات لدى الصحف المدروسة، بالإضافة إلى إكراهات وضغوطات النشر الإلكتروني من خلال إجراءات تقنية، تعزيز الرقابة الذاتية، الإعلاء من المسؤولية الاجتماعية، والالتزام بأخلاقيات المهنة.
ورصدت الدراسة تعميق الأزمة لهشاشة وضعية الصحف الورقية حيث عاش الصحفيون تحت وقع تهديدات وخوف على وضعيتهم المهنية، وبالمقابل كشفت الدراسة أن الصحف الورقية، وبالرغم من كل الصعوبات التي تواجهها على مستوى المقروئية، والمنافسة من طرف وسائل إعلام بديلة، لا تزال فاعلا رئيسيا في الحقل الإعلامي المغربي.
ومثلت الصحف الورقية حائط صد أساسي أمام الشائعات. ولعبت دورا تحسيسيا وتوعويا. ساعدها على ذلك اعتمادها على مخزونها المهني والتقاليد الإعلامية المهنية في التعاطي مع الخبر واستقاء المعلومة، وفق الدراسة ذاتها.
ومن خلال تحليل مضمون الصحف ومواقف الصحفيين، ظلت المؤسسة الأكثر تعرضا للاهتمام والنقد في نفس الآن هي المؤسسات الصحية. وتأتي في المرتبة الثانية الخدمات الاجتماعية فيما احتل التعليم والأمن ذيل قائمة المؤسسات المنتقدة، وغابت الإحالة خلال هذه المرحلة على المؤسسات الدينية.
وشكلت الأزمة فرصة لطرح عدد من الأسئلة على وظيفة الفعل الإعلامي بصفة عامة ووظيفة الصحفي وهويتهودوره الوظيفي في زمن الجائحة. وكشفت الدراسة بروز وعي لدى الصحفيين بأن الزمن الرقمي لا يمكن أن يقتل الورقي بل إن الصحف الورقية مهددة بالانقراض إن لم تستفد من الرقمي الذي يمكن أن يتحول إلى منقذ وهو ما جربه الصحفيون في لحظة هجينة بين نشر إلكتروني وشكل ورقي.
وكشفت الدراسة عن ارتفاع مستوى تماثل الخطاب الإعلامي المنتج مع الاستراتيجية الرسمية حيث تراجع الخطاب النقدي مقابل إفساح المجال لخطاب المسؤولية والتحسيس والتوعية والتماهي مع الخطاب الرسمي لاستراتيجية الدولة المبني على بناء وعي جمعي لمواجهة الجائحة.