مجتمع

شبكة صحية ترصد معطيات “مخيفة ومقلقة” حول الصحة النفسية بالمغرب

63 / 100

قالت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، إن المغرب يخلد اليوم العالمي للصحة في ظل تفاقم وتزايد العوامل المسببة للاضطرابات النفسية والاعاقات النفسية والاجتماع كالقلق والاكتئاب الشكلين الأكثر شيوعاً، و تزايد مشاعر الخوف المفرط والقلق والاضطرابات السلوكية ذات الصلة إزاء تحديات الحياة اليومية ومشاكلها وتعقيداتها و اثار العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والبيلوجية.

وفي هذا السياق و حسب نتائج المسح الوطني للسكان الذي أنجزته وزارة الصحة والحماية الاجتماعية سابقا، إن 26 بالمائة من المغاربة يعانون من الاكتئاب خلال حياتهم، فيما يعاني 9 بالمائة من اضطرابات القلق، و5,6 بالمائة من اضطرابات ذهنية، و1 بالمائة من مرض الفصام”.

وذكرت الشبكة أنه مما لاشك فيه ، ان معدل الاضرابات النفسية بالمغرب قد ارتفعت بشكل ملحوظ ، بسبب رواسب ومخلفات جائحة كوفيد- 19 ، وارتفع معها معدل الانتحار، بسب عوامل أخرى اجتماعية واقتصادية وأسرية وبيئية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة المزمنة و المشكلات العائلية و الطلاق والعنف الأسري، و الإساءات العاطفية أو الجسدية أو الجنسية الشديدة، او فقدان الوظيفة أو الطرد من العمل و الضغط في أماكن العمل، والضغوطات الدراسية، والوقوع في براثن إدمان المخدرات، خاصة في أوساط الشباب وانتشارها على نطاق واسع في المجتمع المغربي كلها عوامل لها اثار جد سلبية على الصحة النفسية وعلى حياة المواطنين والمواطنات.

وأمام هذه المعطيات المخيفة والمقلقة حول الصحة النفسية ببلادنا ، تظل منظومتنا الصحية تعاني من خصاص وعجز كبيرين في الامكانيات المالية والبشرية والبنى التحتية والتجهيزات والادوية الخاصة بتقديم الرعاية الوقائية والعلاجية والتأهيلية الكاملة ودات الجودة المطلوبة للمصابين بما فيها خدمات الادماج الاجتماعي، تضيف الشبكة .

وأشارت إلى أن الطاقة الاستيعابية السريرية لمستشفيات الطب النفسي ومراكز العلاج متواضعة جدا لا تتجاوز 2500 سرير بالقطاعين العام والخاص، لافتة أن مايقارب 50 % منها توجد بجهتي الدار البيضاء -سطات والرباط ،سلا ،القنيطرة.

وأكدت الشبكة أن الوضع يتفاقم اكثر على مستوى الموارد البشرية المتخصصة والمؤهلة في مجال الصحة النفسية ، إذ يوجد فقط 343 طبيب نفسي، و16 طبيبا نفسيا للأطفال، و1335 ممرض وممرضة في الطب النفسي، و14 مساعدا اجتماعيا، و 64 طبيبا فقط متخصصا في علاج الإدمان، ونسبة كبيرة منهم ايضا اي ما يقارب 40% ، يزاولون بالمركزين الجامعيين ابن سينا بالرباط وابن رشد بالبيضاء.

وأبرز المصدر ذاته ان الغلاف المالي السنوي المرصود لبرنامج الصحة النفسية والعقلية ضعيف، حيث حدد في 6 في المائة من الميزانية العامة لقطاع الصحة ولا يرقى الى المتطلبات والحاجيات الضرورية لتنفيد برامج وزارة الصحة وخدمات المراكز الاستشفائية الجامعية،.

ونتيجة لهذا-تردف الشبكة- عم هذا القطاع العجز والخصاص وصعوبات ولوج العلاج وعدم قدرة الاسر على تغطية نفقات علاج مرضاهم سواء بالقطاع العام او القطاع الخاص بسبب انعدام التغطية الصحية و عدم القدرة على اداء مصاريف العلاج لفئات واسعة من المرضى ، او عدم الثقة في الطب الحديث بعد تجارب مملة في البحث عن امكانية الاستشفاء ومتابعة العلاج.

وينتهي الأمر بالأسر بسهولة وبدون ارادة ووعي إلى الارتماء في احضان الشعودة والخرافات، وبالتالي فكثيرون من المصابين باضطرابات نفسية بالمغرب ، يعانون من الوصم والتمييز وانتهاكات حقوقهم الإنسانية ، بحملهم الى الاضرحة وتقييدهم بالسلاسل او احتجازهم من طرف اسرهم خوفا من الضياع ، او اللجوء الى “اخصائي ” في الشعودة وما يسمى بالرقية الشرعية ….او حتى تركهم للشارع عرضة لتهديد انفسهم او تهديد المارة في غياب الرعاية الصحية والعناية بهم في مستشفيات الدولة ، الى درجة ان بعص المدن المغربية اصبحت تشكو من ظاهرة المرضى النفسيين و ارتفاع عدد المرضى النفسيين الجائلين في الشوارع والازقة وما يمكن ان يترتب عن دلك من احداث مؤلمة، وفق المصدر ذاته.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى