رئيس حماة المال العام يراسل مؤسسات القضاء: الرأي العام ينتظر تدخلكم من أجل مواجهة الفساد

وجه محمد الغلوسي رئيس جمعية حماية المال العام مراسلة السبت 18 مارس إلى الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، رئيس النيابة العامة، الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، الرئيس الأول لمحكمة النقض، حول مكافحة الفساد والرشوة والإفلات من العقاب.
الغلوسي قال إن تقارير تتحدث عن إستنزاف الفساد لما يقارب 5% من الناتج الداخلي الخام ، “رقم يسائل كل الآليات والمؤسسات المعنية بمكافحة آفة الفساد وفي مقدمتها السلطة القضائية التي يقع على عاتقها تجسيد مفهوم سيادة القانون وربط المسؤولية بالمحاسبة على أرض الواقع”.
وأضاف “لا أخفيكم أن شعورا بالقلق وعدم الرضى يتزايد يوما بعد يوم لدى الرأي العام حول تعاطي القضاء مع ملفات وقضايا الفساد ونهب المال العام ، شعور مرده إلى طبيعة القرارت ونوع الإجراءات والأحكام ذات الصلة بقضايا الفساد المالي
هو شعور يترجم الحاجة الموضوعية والملحة إلى دور أكثر نجاعة للسلطة القضائية في مواجهة كل مظاهر الفساد والإنحراف في استعمال السلطة والمراكز الوظيفية من أجل مصالح ذاتية ضيقة ومراكمة الثروة بطرق غير مشروعة على حساب المصالح العليا للوطن”.
وأشار إلى أن الواقع يتحدث عن معطيات وحقائق تخص ملفات فساد أمام البحث التمهيدي لدى الشرطة القضائية المختصة استغرقت وقتا طويلا دون أن تظهر نتائجها لحدود الآن، ملفات فوق مكاتب النيابات العامة المختصة لمدة طويلة دون أن يتخذ بشأنها أي قرار رغم إنتهاء البحث التمهيدي.
وأضاف أن هناك متابعات قضائية أغلبها في حالة سراح رغم خطورة الأفعال المرتكبة ومساسها بالمجتمع برمته والنظام العام وتقتصر على موظفين صغار ومنتخبين دون أن تمتد لمسؤولين كبار ،وهو مايشكل تمييزا واضحا في إعمال القانون، بالإضافة إلى صدور أحكام قضائية مخففة لاتتناسب وخطورة الأفعال الجنائية المتعلقة بإختلاس وتبديد المال العام والرشوة والتزوير وغيرها ،كما أن صدور هذه الأحكام يستغرق سنوات وهو مايعتبر هدرا للزمن القضائي.
وتابع كاشفا وجود ملفات فساد أمام محكمة النقض لمدة طويلة دون أن تتخذ هذه الأخيرة قرارات بخصوصها ،وهناك ملفات استغرقت خلال مراحل التقاضي مايقارب خمسة عشرة سنة إلى حد أن بعض المتهمين ولطول المساطر والإجراءات قد وافته المنية قبل أن ينال الجزاء.
وخلص الغلوسي إلى أن عدم اتخاذ قرارت تتعلق بالعقل الإحتياطي لممتلكات المتهمين المتورطين في قضايا الفساد والرشوة كمقدمة لمصادرتها، يعطي فرصة للمتهمين من أجل تفويتها أو التحايل على القانون بشأنها قبل صدور الأحكام القضائية النهائية.
وأردف أن الرأي العام ينتظر التدخل طبقا للقانون وحرصا على سيادته من أجل مواجهة الفساد والرشوة وغسيل الأموال والإثراء غير المشروع ومعاقبة لصوص المال العام والمفسدين ، “تدخل يحلحل ملفات الفساد الراكدة ويمنح الناس الأمل في المستقبل ويعزز الثقة في السلطة القضائية والمؤسسات”.