رئيس حماة المال العام: توجه قوي في البلد له امتداد كبير يهدف إلى إدامة الفساد

محمد الغلوسي: رئيس جمعية حماية المال العام
مؤسسة الوسيط تشتكي عدم جواب الإدارات على مراسلاتها وعدم إيلائها أي اهتمام في إطار دورها القانوني كوسيط بين الإدارة والمرتفق كآلية لتدليل الصعاب ورفع سوء الفهم بينهما.
في نفس الإطار الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها تشتكي من السلوك السلبي للسلطات وعدم تفاعلها مع مقترحاتها وتوصياتها.
مؤسستين دستوريتين لهما علاقة بمجال الحكامة والنزاهة لاتملكان أية سلطة اتجاه تغول الإدارة بحمولتها البيروقراطية ولايحميهما القانون من شططها وتعسفها لأنهما لايملكان أية آلية لإجبار الإدارة على الخضوع للقانون ،فكيف سيكون حال المواطن اتجاه هذا الغول الذي يعاكس كل المبادرات والإرادات التي تسعى إلى شق تقب في جدار الغموض والفساد الإداري والمرفقي ؟
مؤسستين دستوريتين تفتقران الى الإمكانيات التي تمكنهما من المساهمة في تخليق الحياة العامة والإنتصار لمبادئ الشفافية والمساواة والحكامة وتم تجريدهما من الوسائل التي ستحقق أهدافهما ومنها غياب أي جزاء اتجاه تنطع الإدارة والمسؤولين ،إنهما تشبهان ذلك الجندي الذي يقاتل في ساحة المعركة وهو مجرد من أي سلاح.
هناك اليوم توجه قوي في البلد له امتدادات كبيرة في الإدارة والإقتصاد والإعلام نجح في تحويل مؤسسات الحكامة إلى مؤسسات صورية وشكلية لاحول لها ولا قوة، توجه يهدف إلى إشاعة وإدامة الفساد والريع في الحياة العامة لضمان ديمومة استمراره كتوجه معاكس لكل الطموحات والنوايا الهادفة إلى تحقيق نقلة نوعية في الحياة السياسية، إنه منحى خطير يدفع البلد نحو أفق غامض ومجهول.