حوار حصري.. حليمة بوصديق أول امرأة تحترف تصوير الحياة البرية بالمغرب

أجرت المنصة حوارا حصريا مع حليمة بوصديق، أول امرأة مغربية اقتحمت عالم تصوير الحياة البرية لثوثيقها، حيث تكشف لنا عن تأسيسها لأول تنظيم مدني للاهتمام بهذا المجال بالمغرب.
وتطلعنا بوصديق عن جوانب من الحياة البرية بالمغرب وغناها على عدة مستويات، الحيوانية والنباتية والمناطق الرطبة.. بالإضافة إلى دور الجمعية التي أسستها بالتحسيس بقيمة هذا الغنى، وضرورة حمايته والحفاظ عليه، سواء من طرف المؤسسات الرسمية أو من طرف المواطنين..
حاورها: عبدالرحيم نفتاح
كيف بدأ شغفك بهذا النوع من التصوير؟
في الحقيقة أنا امرأة شغوفة بتصوير الطيور بمختلف أنواعها، حيث أجد فيها متعة كبيرة، وذلك لتنوعها واختلافها من موطن إلى آخر.
لهذا أخذت على عاتقي توظيف فن الصورة لأجل نشر قيم الجمال و محاربة الأمية البصرية ونشر الوعي بضرورة احترام البيئة و الانخراط في المحافظة عليها من خلال برامج الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية التي أترأسها، بعد مسار طويل في مجال تنشيط الأندية البيئية بالمؤسسات التعليمية منذ الثمانينات.
وأنا أول امرأة مغربية اقتحمت عالم تصوير الحياة البرية لثوثيقها للحيوانات والنباتات بمختلف ربوع وطنها ثم بمختلف الدول المعروفة بغناها من حيث التنوع الإحيائي كالسينغال ( المنتزه الوطني دجودجDjoujj ، و الهند ( المنتزه الوطني keoladeo Bharathpur) و موريتانيا ( المنتزه الوطني Diawling) و فرنسا ( Camargue ) و كينيا ( ماساي مارا) .
وأصبو رفقة الفريق الذي أشتغل معه في الجمعية للتعريف بالأوساط الطبيعية بالمغرب وكذلك الأنواع الحيوانية والنياتية .

تقربينا لفكرة تأسيس جمعية مصوري الحياة البرية بالمغرب وهي الأولى من نوعها؟
في بداية مشواري الفني في مجال تصوير الحياة البرية أحببت أن أشجع شبابا ولوعا بتصوير حياة الشارع و المناظر الطبيعية على اقتحام هذا العالم خصوصا و أن مصوري الحياة البرية كانوا يعدون على رؤوس الأصابع.
ولهذا كنت أنظم طوعا خرجات للأوساط الغنية بالطيور كمدينة الواليدية و سيدي بوغابة و المرجة الزرقاء، تولد عنها مجموعة من الشباب المتحمسين لسبر أغوار حياة البراري.
وكنت وقتها أول امرأة اقتحمت هذا الميدان الممتع المتعب في نفس الوقت رافعة تحدي توظيف الصورة لأجل قضية لطالما دافعت عنها اثناء ممارستي لمهنتي كأستاذة لمادة علوم الحياة و الأرض وكمنسقة إقليمية للتربية البيئية والتنمية المستدامة.
وخلال خرجاتنا -نحن مجموعة الأصدقاء المهتمين بالمجال- كنا نقف على واقع الأوساط الطبيعية ببلدنا و سلوك المواطنين تجاه البيئة و من تم نشأت فكرة تأسيس الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية التي لم يغمض لأعضائها جفن، منذ أن رأت النور يوم 13 أبريل 2019، و لم توفر جهدا لأجل بلوغ الأهداف المسطرة في قانونها الأساسي أهمها:
– التعريف بالأوساط الطبيعية و الثروة الحيوانية التي يزخر بها المغرب
– المساهمة في الحفاظ على الثروات الطبيعية
– تشجيع الشباب على التعبير بواسطة الفن الفوتوغرافي
من خلال تجاربكم، حدثينا عن الغنى الطبيعي الذي يمتاز به المغرب؟
يعدّ المغرب ثاني أغنى بلد بحوض البحر الأبيض المتوسط من حيث التنوع البيولوجي، و يعزى هذا الغنى لموقعه الاستراتيجي و تنوع أوساطه الطبيعية
وتوفره على واجهتين بحريتين ممتدتين على طول 3.500 كلم، منها أزيد من 500 كلم على البحر الأبيض المتوسط وما يقل بقليل عن 3000 كلم على المحيط الأطلسي. إضافة إلى وجوده على خط هجرة الطيور القادمة من أوروبا نحو الجنوب.
ويبلغ إجمالي عدد أنواع النباتات والحيوانات التي تم جردها 3200 صنف. لقد تم إنشاء نظام للمناطق المحمية من أجل الحفاظ وتثمين هذا الموروث الوطني تشمل النظم البيئية الفريدة عبر شبكة من عشرة منتزهات وطنية (توبقال، تازكة، سوس ماسة، أيريكي، الاطلس الكبير الشرقي، تلسمطان، إفران، الحسيمة، اخنيفيس وخنيفرة).
بين الصحراء والجبال والغابات والمحميات.. أين تجدون ظالتكم/متعتكم في التصوير؟
يجوب أعضاء جمعيتنا جميع الأوساط الطبيعية، من صحاري و وديان و جبال و منتزهات وطنية، يحدوهم في ذلك رغبتهم في توثيق الأنواع من الثدييات و الزواحف و الطيور و الحشرات و النباتات.
إلا أن البعض منا يميل لتصوير الطيور دون غيرها أو أنواع مائية أكثر من الجبلية و لكل مبرراته. وشخصيا لي شغف بالطيور، ظرا لتنوعها و تنوع أوساط عيشها و أعتقد أن الإلمام بها و بسلوكها لا يترك لي مجالا للاهتمام بأنواع أخرى لا تقل أهمية عن الطيور.
كيف تقيمين واقع البرية بالمغرب ؟
تعبر تجربة المنتزهات و المحميات الطبيعية التي تشرف عليها وكالة المياه و الغابات، بتعاون مع جمعيات وطنية و دولية، تجربة رائدة في مجال الحفاظ على الأنواع و إعادة توطينها بفضل برامج جادة و هادفة، لكن هناك ما يجب الالتفاتة له و الانكباب على دراسته و هي الأوساط الرطبة بالأطلس المتوسط الذي يعد خزان مياه المغرب، حيث تتساقط مناطقنا الرطبة الواحدة تلو الأخرى: أذكر على سبيل المثال لا الحصر، ضاية عوا التي كانت من أجمل الضايات بالمغرب، ضاية حشلاف المجاورة لها، و هذا لا يرجع إلى نقص في التساقطات بل لسوء تدبير مواردنا المائية.
أذكر كذلك إعدام واحدة من أجمل الضايات و آخر منطقة رطبة للمياه العذبة بجهة الرباط و هي ضاية التقدم التي تم تجفيفها عمدا لأجل إنجاز مجمع تسويق المنتجات الفلاحية و الغذائية و الدور آت على واحدة من أغنى الضايات و هي ضاية دار بوعزة التي تهددها المشاريع العقارية رغم نداءات الجمعيات المهتمة بالشأن البيئي ببلدنا.
لذلك فأعضاء جمعيتنا انتقلوا من التحسيس بالتنوع البيولوجي (خلال المعرض المتنقل الذي عرف 9 محطات جاب فيها 6 مدن : العيون، مرزوكة، مراكش، الرباط، إفران، الحسيمة) إلى طرح إشكاليات الأوساط الطبيعية في معرض فريد سيفتتح بمدينة شفشاون يوم الأربعاء 08 يونيو 2022 بشراكة مع جمعية تلسمطان للبيئة و التنمية المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة بشفشاون و ذلك في إطار فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان البيئة الدولي.


