
معاذ أحوفير
تتوالى المعسكرات الإعدادية للمنتخب المغربي ويتكرر معها السؤال حول غياب عبد الرزاق حمد الله عن القائمة، وتتجدد معه مبررات المدربين على اختلافهم منذ الراحل بيم فيربيك، مرورا برشيد الطاوسي وهيرفي رونار ووحيد خليلوزيتش، وصولا إلى وليد الركراكي.
ومع مشاركة حمد الله في 180 دقيقة، وتسجيله لهدفين وضعاه في المركز الثالث ضمن هدافي الدوري السعودي للمحترفين، يعود الجدل ليلاحق مبررات المدرب وليد الركراكي لاستبعاده.
حضور دولي باهت ..
اللاعب الذي يتصدر قائمة الهدافين المغاربة خلال العقد الماضي، لاحق مسيرته الدولية جدل واسع حول اختيارات المدربين واتفق أغلبهم على استبعاده، على الرغم من استقرار مستوياته مع النوادي التي لعب لها في 5 دوريات و3 قارات مختلفة.
وشهد مشوار حمد الله المحلي والاحترافي تسجيل أزيد من 270 هدفا، ما وضعه في المركز 19 ضمن هدافي العالم خلال الفترة بين 2011 و2020، رغم معاناته من إصابتين طويلتي المدى أجهزتا على موسم كامل، مع الجيش والريان القطريين، وعاد منهم لاعتلاء هدافي الدوريات عالميا سنة 2019 مع النصر السعودي، وفقا لتصنيف الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء.
خاض الهداف “الآسفي”، البالغ من العمر 30 سنة، 17 مباراة دولية أولها في فبراير 2012، منها 10 كأساسي و6 شارك فيها طوال 90 دقيقة، وكان آخر ظهور له بديلا أمام منتخب غامبيا، خلال استعدادات المنتخب المغربي لكأس أمم إفريقيا 2019
بمصر، والتي أعقبتها وقائع اختلفت حولها الروايات، وانتهت بمغادرته للمعسكر في اليوم الموالي للمباراة.
توقيف غيابي !
أرخت الواقعة بظلالها على صورة اللاعب لدى الجمهور والإعلام المغربي، لفترة وجيزة، قبل أن تبرز مشاكل العقم الهجومي خلال الخروج المر أمام البينين، لتعيد معها ذكر إسم حمد الله في كل ندوة يعقدها وحيد خليلوزيتش، والذي أخلف وعده للاعب في الوهلة الأولى، ولجأ لتفضيل اختياراته في وقت لاحق، وانتقد حصول اللاعب على الإنذارات واعتبر دواعي الاستبعاد “فنية”.
لم تنته القصة عند هذا الحد، واستمرت التساؤلات حول التواصل معه لتسجيل حضور جديد، غير أن الجامعة اتخذت مسارا أشبه ب”التوقيف الغيابي”، حيث لم تعقد جلسة استماع ولا اجتماعا للجنة الانضباط لحسم الموقف من مغادرته للمعسكر، وتكرر التمطيط في تصريحات المدرب ومساعده ورئيس الجامعة حول عودة موقوفة التنفيذ تنتظر الجاهزية والتهديف.
وينص قانون العقوبات، في المادة 121 المتعلقة برفض الاستجابة لاستدعاء المنتخب المغربي على توقيف اللاعب ل4 مباريات دولية مع غرامة قدرها 5000 درهم، وفي حالة التكرار يعاقب اللاعب بالإيقاف 8 مباريات مع غرامة قدرها 10 ألاف درهم، غير أن حمد الله لم يخضع لهذه الإجراءات، والتي كانت لتتسبب -حسب مصادر متطابقة- في توقيف عناصر أخرى، وربما استدعاء هيرفي رونار والكابيتانو مهدي بنعطية.
البند المذكور جرى تطبيقه في حق رضا التاغناوتي، عقب رفضه الجلوس على مقاعد البدلاء في مباراة المنتخب المحلي أمام الجزائر، برسم تصفيات كأس أمم إفريقيا للمحليين، حيث أثبتت الفحوصات ادعاءه للإصابة وتمت معاقبته نظير “رفض المشاركة في المباراة”.
وفي حوادث مشابهة، دافعت الجامعة عن نصير مزراوي وحكيم زياش خلال رفضهما العودة تحت إشراف وحيد خليلوزيتش، كما هو الحال عندما تعلق الأمر بعبد الصمد الزلزولي في الكان 2022، ولعل المجال لن يسع الأسماء التي ترددت في اختيار تمثيل “الأسود” ولاقت الترحيب حال التراجع عن القرار.
عهد جديد بمعايير هشة ؟
أضاع هجوم المنتخب المغربي 55 تسديدة أمام الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا وليبيريا، في التوقف الدولي الأخير تحت إشراف الناخب البوسني، بيد أن الكعبي والنصيري ومايي حصلوا على ثقة الركراكي في أول المواعيد، وغاب التيسودالي للإصابة، مشددا على أهمية الحفاظ على المجموعة المنسجمة، مع إدراج الإسم الجديد وليد شديرة، الذي يبصم على انطلاقة مميزة في السيريا ب.
قائمة الركراكي بدت، في جوانب معينة كـ “رد فعل” ضد اختيارات خليلوزيتش، استجابت لإبعاد برقوق وشاكلا والعكوش الغائبين بشكل شبه كلي عن قوائم أنديتهم، فيما تواصل النهج السابق في استدراج مزدوجي الجنسية المترددين في الاختيارات، وفي مقدمتهم منير الحدادي الغائب عن المشاركة والمنتقل حديثا لخيتافي، وظل لاعبون مثل يوسف مالح وإسماعيل قندوس خارج رادار المدرب، إلى جانب عدد من المواهب الشابة التي برزت في الشهور الأخيرة.
أسئلة معلقة !
مدرب جديد، ندوة جديدة، أسئلة جديدة، إجابات جديدة، وتناقضات مستمرة في تسطير معايير غير واضحة تقلص “كوطا” البعض وترفع أسهم آخرين، تستعين بأرقام الجاهزية حينا، وتلجأ لتفخيم الجودة في أحيان أخرى، وتتفق على استبعاد حمد الله حين الجاهزية والجودة، ليتواصل مسلسل طويل يقارب نهايته مع اقتراب عيد ميلاد حمد الله الحادي والثلاثين.
يطوي الجمهور المغربي في كل مرة صفحة الاختيارات، لإفساح المجال أمام الأفكار الفنية والأسلوب التكتيكي، ما يسلط الأنظار نحو ودتي تشيلي والباراغواي، واللتان ستحملان صورة أولية عن ملامح المنتخب المرتقب أن يواجه كرواتيا وبلجيكا وكندا في المونديال، في وقت رفع فيه الركراكي تحدي المنافسة على حظوظ العبور.