ثقافة وفنون

تكدة تحتفل بيوبيلها الذهبي

72 / 100
عبدالرحيم نفتاح

تحتفل مجموعة تكدة للفن والمسرح الشعبي بيوبيلها الذهبي (خمسون سنة من العمل منذ التأسيس)، حيث أطلق أحمد دخوش الروداني، رئيس المجموعة هذا الأسبوع الاحتفال الرسمي بمسار 50 سنة لتكدة والذي سيستمر طيلة هذه السنة.

واستهلت المجموعة هذا الاحتفال بلقاء بعنوان “تكدة الاختيار والمسار تجليات الفرادة عند المدرسة التكادوية” نظم يوم الأربعاء 22 مارس بالمكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، حضره أكاديميون، إعلاميون، فنانون، ومتتبعون لمسار الفرقة.

وتم بموازاة اللقاء تنظيم معرض صور جمع ذكريات المجموعة من بداياتها الغنائية والمسرحية، عارجا على أبرز محطاتها، وصولا إلى آخر أعمالها التي قدمتها السنة الماضية 2022.

تكدة تحتفل بيوبيلها الذهبي - أخبار المغرب
جانب من معرض المجموعة

واستحضر اللقاء الذي أطره ثلاثة باحثين، مسيرة المجموعة التي انطلقت من الحي المحمدي، وهو الحي الذي أنجب أشهر المجموعات الفنية بالمغرب، والتي تركت بصمات وتركت غنائيا غنيا، ونذكر منها ناس الغيوان، لمشاهب، السهام، مسناوة..

في هذا السياق قال الأستاذ الجامعي حسن حبيبي ابن الحي المحمدي، والذي رافق تطور العديد من المواهب التاريخية خاصة خلال مساره كصحافي “أن تظل مجموعة تكدة 50 سنة وفية لرسالتها بنفس الحضور والتوهج فهذا ميزة للمجموعة”.

وأبرز حبيبي في مداخلته خلال اللقاء الذي سيّره الكاتب والباحث مصطفى دخوش، أن “المجموعات التي أعطت الشرارة الأولى للظاهرة الغيوانية قدموا من المسرح، ونذكر من أبرزهم ناس الغيوان، جيل جيلالة، تكدة”.

وأردف أن الحلقة والمسرح سيّدا تجربة هذه المجموعات، خاصة تكدة، ثم عاد إلى الحي المحمدي منبت الفرقة، مشيرا إلى أن التجربة المسرحية للمجموعة كانت مميزة بأدائها لمقاطع غنائية.. “وما يميزها أيضا أنها توجهت لفن العيطة (منطقة احمر) وهي من أصعب المقامات الغنائية”، بحسب حبيبي.

تكدة تحتفل بيوبيلها الذهبي - أخبار المغرب
جانب من اللقاء

أما الأستاذ الجامعي والباحث في الغناء والمسرح الحبيب ناصري، فتحدث عن خصائص الغناء الشعبي لتكدة، والتي تتمثل في خطاب شعبي قابل للتفكيك، وسيكولوجيا وبنوية، مؤكدا على وجود مادة خصبة على الشكل والمرجعيات التي نهلت منها.

وقال إن الاستمرارية الزمنية تؤكد أن هذه المجموعة على صواب، مستدركا ماكانت لتستمر لولا عشقها لهذا الغناء الشعبي، ومشروعها المجتمعي الشعبي في شقيه المسرحي والغنائي.

 

وتابع الناصيري كاشفا أن المحلية هي سر من أسرار تميز تكدة بهذا الغناء، “المحلية هي رؤية فلسفية لمقاومة المحو والتبضيع/التضبيع، والتذويب، فمن فرّط في محليته التهمته العولمة، وهي جزء من المشروع الوطني الشعبي الثقافي.. تمكنت أن تؤرخ من جزء من ذاكرتنا الغنائية الشعبية”.

وتابع في مداخلته أن لتكدة قدرة على البقاء، إذ قاومت عنف الزمن، وسياقات تاريخية بالحي المحمدي الذي ولدت به المجموعة.

ثم انتهى إلى أن تكدة هي عبارة عن مختبر كيميائي شعبي تفاعلت فيه أنماط الغناء الشعبي، ونهلت من وعاء المغرب البدوي الشعبي الجماعي، الذي يعد مصدرا رئيسيا لإنتاجاتها.

وانتقلت الكلمة بعد ذلك للكاتب والصحافي عبدالله لوغشيت وهو من أبناء الحي المحمدي أيضا، ومقرب من تكدة ومواكب لمسيرة المجموعة، الذي تحدث بدوره عن أسرار الاستمرارية وذكر منها الأصالة والإبداع، والتمغربيت، وحسن تدبير والتسيير والعلاقات الاجتماعية، والمرجعة القيمية، “ثمرة نقسموها”..

تكدة تحتفل بيوبيلها الذهبي - أخبار المغرب
جانب من معرض المجموعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى