رأي رياضي

تألق منتخب الفوتصال وتحديات المرحلة بعد الإنجاز التاريخي بلتوانيا

رياضة
خالد نكراوي

لن يكون من السهل على لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة، الحفاظ على قيمة الإنجاز المحقق بكأس العالم في نسخته المنظمة بلتوانيا، وصيانة المكتسب الثمين الذي أصبح واقعا بأن تموقعوا بين المنتخبات الثمانية الكبار في اللعبة.

منتخب “أسود الفوتصال” بات رقما صعبا في معادلة كرة القدم داخل القاعة على الصعيد العالمي، والتحدي سيكبر كل يوم بالنظر إلى السمعة الطيبة والمستوى الرفيع الذي وقعت عليه العناصر الوطنية أمام أعتى المنتخبات العالمية، وأي منتخب يعتزم مواجهته في قادم التظاهرات سيضع بين عينيه أنه سيواجه لاعبين نضجت تجربتهم واختمرت طريقة لعبهم بعدما بلغوا دور ربع نهائي كأس العالم، ووقفوا ندا للند مع أبطال العالم خمس مرات؛ منتخب البرازيل.

تحدي رفع سقف المشاركة العالمية بعد حضور فعاليات ثلاث نسخ من مسابقة كأس العالم، وتحدي الحفاظ على لقب أبطال إفريقيا، والكينونة بدورة 2024 المقبلة من الكأس العالمية. هذا التحدي لا يوازيه سوى العمل على تحدي الذات أولا، ثم بعدها المعيقات التي قد يصنعها كما المعتاد أعداء كل نجاح، وكل تألق في صنف من الأصناف الرياضية المتألق أبطالها في المغرب.

ودون أي أدنى شك، تحدي استخلاص الدروس والعبر من التجربة، وتصحيح بعض الاختلالات التقنية والتكتيكية، الذاتية منها والموضوعية. وكذلك الوقوف على مكامن النقص والعوز في التركيبة البشرية، بعدما تبين المستوى الحقيقي لأجواء التنافس العالمية، والحاجة إلى لاعب متعدد الاختصاص والمهام “بيفو”؛ وخصوصا تقوية مركز الدفاع، وقيمة اللياقة البدنية لدى المجموعة برمتها.

التحدي الأكبر أمام هذا المنتخب، هو كون أبرز نجومه باتت رؤوسهم مطلوبة لدى كبار الأندية الأوروبية، وبات الاحتراف بوابة مشرعة في وجوههم، ما قد يضرب خطط عمل هشام الدكيك المدرب وخبير”الفيفا”، الساعي إلى ضمان الاستمرارية  ومواصلة المسير في درب مقارعة كبريات المنتخبات العالمية.

صحيح أن جامعة كرة القدم بقيادة فوزي لقجع، وفرت لهذا المنتخب ما يحتاجه من بنية تحتية حين وضعت تحت تصرفه قاعة مجهزة على أعلى طراز ممكن، وصحيح جدا أن المكتب المديري لجامعة الكرة ضمن قيادة “منتخب الفوتصال” لواحد من أبرز الكفاءات المغربية في مجال التدريب، حين أسلمت الزمام للخبير الدولي وابن البلد هشام الدكيك.

لكن هل سيوفي المسؤول الأول بالجامعة بوعوده المقدمة للمدرب وللاعبين، بمنح كل لاعب مبلغ 40 مليون سنتيم حالة تجاوز دور المجموعات؟ وهل سيتجاوز السخاء الجامعي هذه المنحة المالية بالنظر إلى قيمة الإنجاز التاريخي الغير مسبوق بالنظر إلى التصنيف المتقدم الذي سيشغله المنتخب الوطني عقب دورة لتوانيا؟

لا ينبغي أيضا الانسياق وراء نشوة بلوغ المنتخب دور ربع نهائي كأس العالم، وتناسي قضية الممارسة القاعدية، فدور الجامعة ومهمتها التنموية حاليا سيتسع مداها، ليتجاوز المنتخب إلى جعل الاهتمام ينصب أكثر إلى وضع سياسة واستراتيجية شاملة من أجل النهوض باللعبة على مستوى الأندية الوطنية، وجعل بطولتها مشتلا غنيا ومزودا رئيسيا للمنتخب الوطني بأجود العناصر وأبرعها من اللاعبين.

وحتى يتسنى للجامعة القيام بدورها التطويري للعبة، يتعين عليها حت شركائها كبريات الأندية الوطنية، والتي تسمى جزافا أندية مرجعية في كرة القدم، على تأسيس فروع لها لكرة القدم داخل القاعة، ولم لا اشتراط توفرها على فرع للفوتصال إن هي سعت مستقبلا إلى الحصول على رخصة الممارسة بالدوري الاحترافي.

كل التصورات والرؤى ستظل حبيسة التنظير والأماني المعسولة، في غياب إرادة جادة وصادقة، ومشروع شمولي ترصد له همم وإرادات ومالية خاصة، تكون كفيلة بجعل حبر الورق خارطة طريق مجسدة على أرض الواقع.

وكل مشروع جامعي تنموي يهدف إلى تطوير الممارسة، والحفاظ على المكتسبات، وتثمينها في غياب استشراف حقيقي لمستقبل ومصير كرة القدم داخل القاعة، دون استحظار قيمة الطاقات الفردية وقيمة المجهودات الجماعية، ودون تحفيزات في مستوى التطلعات، سيكون ضربا من الأحلام التي قد تبددها أول ضربة ناتجة عن إخفاء أو فشل محتمل في قادم المشاركات القارية أو الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى