اليازغي: كيف تحول بوفال إلى أيقونة الأسود..؟

ضغط “الفرصة الأخيرة”…ونصيحة المدرب وحيد منحتنا مبدعاً
إحصائيات “لكيب”…تضع بوفال متقدما على فينيسيوس ومبابي
عندما سجل بوفال الهدف الرابع في مرمى غينيا ضمن تصفيات كأس العالم بضربة مقص بديعة يوم 12 أكتوبر 2021، لم يبد فرحا كبيرا بل انتفض ووقف يتفوه بكلمات تنم عن الغضب في اتجاه كرسي الاحتياط، وكأنه حينها يقول “أنا قادر على أن أكون لاعبا رسميا ضمن منتخب المغرب”، في الوقت الذي كان زملاؤه أكثر سعادة بالهدف وهم يحاولون التهدئة من روعه.
سفيان بوفال المزداد سنة 1993 بباريس لعب للفريق الأول لأنجي سنة 2013، قبل أن يرحل إلى ليل وساثهامبتون وسيلتافيغو ليعود مجددا إلى أنجي سنة 2020 في عقد ممتد لأربع سنوات. أول مباراة له مع المنتخب الوطني كانت بتاريخ 26 مارس 2016 أمام الرأس الأخضر تحت إشراف المدرب الفرنسي هيرفي رونارد، ومنذ هذا التاريخ كان بوفال يحضر إما لاعبا احتياطيا أو يغيب كلية بسبب اختيارات المدرب أو الإصابة.
منذ قدوم وحيد حاليليوزيتش على رأس الطاقم التقني لمنتخب المغرب، لم يكن الود حاضرا بين الإثنين، فما بين نونبر 2019 ويوليوز 2021، لم يتلق بوفال أي اتصال من المدرب وحيد باعتراف الأخير في تقرير مهم نشرته صحيفة “ليكيب” الفرنسية قبيل انطلاق كأس إفريقيا بالكاميرون.
إذن كيف تغير الأمر وأصبح بوفال “مدلل” وحيد؟
ضمن نفس التقرير المنشور على يومية “ليكيب”، تمت الإشارة إلى أن بوفال عاش فترة عصيبة بالنظر إلى عدم استمراره ضمن الفرق التي لعب بها بانجلترا واسبانيا، وشعر ضمن أنجي أن كأس إفريقيا بالكاميرون وكأس العالم بقطر هي فرصته الوحيدة خصوصا في ظل وجود لاعبين مميزين في صفوف الأسود، وما ساعده على ذلك نصيحة من وحيد الذي صرح في تقرير “ليكيب” أنه كان واضحا مع بوفال وأبلغه أنه لا يمكن أن يقبل بلاعب يرواغ في الوقت الذي يتوجب عليه التمرير، وأنه لن يتفهم أبدا كيف للاعب أن يكثر المراوغات على بعد 45 مترا من المرمى.
وفق الاحصائيات التي نشرتها اليومية الفرنسية الشهيرة، فإن بوفال لاعب أنجي جاء أولا من حيث المراوغات الناجحة في الدوريات الخمس الكبرى بأوربا خلال شهر دجنبر 2021 بـ112 مراوغة متفوقا على فينسيوس لاعب ريال مدريد (109 مراوغة) وسانت ماكسيمان لاعب نيوكاستل (99 مراوغة) ومبابي لاعب باري سان جيرمان (97 مراوغة) وسوليمانا لاعب رين (94 مراوغة)، كما أنه كان الأكثر تصيدا لضربات الخطأ بالدوري الفرنسي في الـ30 متر الأخيرة من الملعب بـ16 خطأ متقدما على نيمار لاعب باري سان جيرمان (14 خطأ) وكولو مياني لاعب نانط (11 خطأ). وإضافة إلى ما سبق، فإن بوفال سجل 5 أهداف لفريقه أنجي وصنع أربع فرص للتسجيل في 18 مباراة وسط إعجاب كبير من مدربه جيرالد باتيكل.
أمام غانا، كان الامتحان الأول لبوفال، صنع 6 فرص حقيقية للتسجيل، وتصيد 6 أخطاء، وكانت أغلب مراوغاته ناجحة…وكان صاحب هدف الفوز. في المباريات الموالية رفع بوفال الجمهور المغربي إلى أقصى درجات ما يحتمله العقل بمراوغات وتسربات وتنشيط هجومي لم نألفه في السنوات الأخيرة…وتحولت علاقة الجفاء بين بوفال ووحيد إلى ود كبير ظهر بشكل جلي خلال تقديم وحيد لتصريح صحفي عقب مباراة المالاوي، إذ كان محتضنا إياه بطريقة تترجم درجة الود بين الإثنين.
بوفال الذي لم ينس غيابه عن كاس العالم بروسيا سنة 2018، بهر الإعلام العربي والإفريقي والفرنسي، والأكيد أن أمثال هؤلاء اللاعبين ترفع لهم القبعة على قوة الإصرار والاقتناع بضرورة تصحيح الأخطاء لبلوغ هدف معين.