تدوينات مختارة

الناخب الوطني وإساءة تشيلسي لزياش

60 / 100

 

أتمنى أن يقوم المدرب الوطني، الأخ الأكبر لكل لاعبي المنتخب، السيد وليد الركراكي، و كذلك مساعداه المتميزان رشيد بن محمود و غريب أمزين، بالاتصال بحكيم زياش لتشجيعه و رفع معنوياته كي لا يحبط من جراء التعامل الغريب و المسيء، الذي تورطت فيه إدارة فريقه تشيلسي …

ما جرى يوم أمس مع حكيم، لا يجب أن يسير به في اتجاه سلبي يؤثر على مساره. لذلك، يجب دعمه وتوجيهه حتى يصمد، و يعود لتداريبه ويثابر فيها كي يفرض على مدرب تشيلسي أن يجعله رسميا في تشكيلة الفريق، في انتظار فترة الانتقالات الصيفية التي يمكن أن تتيح انتقال لاعبنا لحيث يشاء ….

أقول هذا الكلام و أنا أدرك أهمية رصيد الجوانب الإنسانية الجميلة التي أفرزتها تجربة المنتخب بمونديال قطر، و صرنا نلمسها من خلال روابط أخوية صادقة بين المدرب و مساعديه و اللاعبين، و بين اللاعبين فيما بينهم، وهم الذين جمعهم المنتخب و لم يكونوا من قبل، على تواصل دائم. بل، بالنسبة لعدد منهم، لم يكونوا يعرفون بعضهم بعضا في الحياة الخاصة من قبل.

هذه الروابط الأخوية تجسدت منذ المونديال، في عدد من التدوينات التي تحمل التشجيع و التضامن، ينشرها هذا اللاعب لمؤازرة ذلك اللاعب في السراء والضراء. و هي سلوكات رائعة تستحق أن ننوه بها و نتقاسمها حتى تصل قيمها لجميع شبابنا.

و هنا لابد أن نستحضر أن لاعبي كرة القدم، كما الرياضيين بشكل عام، و كما الشباب بشكل كبير، هم بشر يتأثرون و يفرحون، يحزنون و يصدمون، يحبطون و يتحمسون، يمرون بمراحل شك و فترات يقين… و هم يحتاجون إلى التفاتة محبة ومودة من أصدقائهم ومن زملائهم وعائلاتهم، خاصة في الفترات الصعبة، ليصبروا على الصعاب و الخيبات و الصدمات و الإخفاقات …

في هذا السياق، أتقاسم معكم تدوينة راقتني، نشرها عبد الحميد صابري (انظر الصورة أسفله)، و تفاعل فيها مع حكيم زياش بعد فشل صفقة انتقاله إلى نادي باريس سان جيرمان، و قال له جملة صغيرة تحمل ما معناه “قدر الله و ما شاء فعل يا أخي!”. ثقل هذه الكلمات كبير، و من المهم أن يذكرنا بها محيطنا الاجتماعي و نحن في الشدائد و الابتلاءات، لأنها تهون علينا ما يقلقنا و يحزننا، و تحيلنا على ضرورة الإيمان بالقدر خيره و شره، و تذكرنا بالقاعدة القرآنية التي تحملها الآية الكريمة : “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” (سورة البقرة… الآية 216)…

أتمنى أن تصل الرسالة، و أن يقوم من يعنيهم الأمر بواجب المواكبة و المساندة لحكيم، و لباقي لاعبي المنتخب الذين غيروا فرقهم و مسارات حياتهم المهنية، حتى يستمر التميز المغربي المونديالي عبر استدامة قيم التضامن و التآزر و الوحدة و المحبة بين لاعبي فريقنا.

و لا بأس أن نشيع تلك القيم، بشكل عام، بيننا جميعا كأبناء الأمة المغربية المجيدة، لما في ذلك من تعزيز لقدرة الناس على الصمود النفسي أمام ظروف الحياة الصعبة، حتى نواجه الإكراهات و كلنا اطمئنان ويقين أننا أسرة واحدة تنتمي لوطن واحد اسمه المغرب …

تفقدوا أهاليكم و اسألوا عن أصدقائكم و عمن تحبون. اسألوا عمن غاب و قل اتصاله، حتى لا يفاجئكم غيابه دون رجعة … اسألوا عمن ابتلي بمصيبة الموت في أقربائه، فقد يكون غارقا في الحزن و الألم … اسألوا عن المرضى و عن الأيتام لعلهم في حاجة لدعم بسيط نستطيع تقديمه…

و بالدارجة، كل واحد يضرب الفكر في صاحبه و في جاره و في عائلته القريبة و البعيدة .. راه الدنيا دايزة بسرعة، و ماشي ضروري نغراقو في الخوا الخاوي و ننساو أن العلاقات الإنسانية الجميلة و الصادقة، ونغفلو على واجب المودة الأخوية، ودعم من ظروفهم صعبة، لأن تلك الأشياء لها قيمة لا تقدر بثمن…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى