المنصة في حوار حصري مع أب الطفل الذي أثار إعجابا عربيا في “مساجلة شعرية”
عبدالرحيم نفتاح
لقي شريط فيديو لمساجلة شعرية بين طفل لا يتعدى عمره إحدى عشر سنة وطفلة تكبره بخمس سنوات، نجاحا كبيرا وانتشارا واسعا بين العرب على منصات التواصل الاجتماعي.
وقد نالت هذه المبارزة الشعرية التي بثت على إذاعة حسنى الأردنية، إعجاب رواد المنصات التواصلية الرقمية، وأثنوا على البرنامج (مساجلة شعرية) الذي أبرز مواهب في عمر صغير تهتم باللغة العربية من خلال حفظ شعر كبار الشعراء.
خلال هذه المساجلة التي كانت الوحيدة بين طفلين خلال الحلقات التي بثتها الإذاعة خلال شهر رمضان المبارك، أظهر الطفل أسامة فطنة ونباهة في استعراض موهبته الشعرية من خلال تفوقه على الطفلة التي تكبره بسرعته في الرد بأبيات شعرية تبتدئ بالحرف الذي انتهى به البيت الشعري الذي ألقته مُبارِزُته.
وتم مشاركة الحلقة التي وصفها مذيع البرنامج بالاستثنائية على مواقع الفايسبوك والتيكتوك والانستغرام، ولقيت تفاعلا كبيرا، حيث تم الإشادة بمثل هذه المبادرات التي تساهم في تحفيز النشء على الاهتمام باللغة العربية، وإعلاء مكانتها، وإبراز جمالها.
في هذا الإطار اتصلت “المنصة” بوالد الطفل الأسامة الذي لم يخف سعادته بهذه الحلقة وبما خلفته من تفاعل إيجابي بين الجمهور العربي بما فيه المغربي.
ووالد أسامة هو محمد فاروق أبوحلاوة حاصل على درجة الدكتوراه في اللغة العربية ويعمل مشرفا في وزارة التربية والتعليم، وزوجته أم أسامة (رابعة صلاح الخالدي) تحمل درجة البكالوريوس في هندسة الحاسوب، وهي إبنة عالم التفسير الأردني د.صلاح الخالدي رحمه الله.
وكشف الأب للمنصة أن أسامة أوسط أبنائه الثلاثة(عامر في الصف السابع، يحفظ كتاب الله، وأصغرهم ورد في الصف الأول)، حافظ لكتاب الله وله شغف بالشعر وخاصة المتنبي، وهو ما دفعه للمشاركة في هذا البرنامج الذي استعرض فيه قوته الشعرية.
أبوحلاوة عبر للمنصة عن سعادته بما شاهده في المبارزة الشعرية، مضيفا”شعرت بالفخر وحمدت الله على التفاعل الكبير من قبل الأشقاء العرب”.
وأوضح أن هذا التفاعل العربي يدل على “الصلة الكبيرة بيننا كعرب وعلى الحب الكبير الذي يجمعنا للغتنا العربية” مردفا “ما لفت انتباهي أيضا التعليقات الايجابية والتي كان لها أثر كبير في رفع معنويات ابني”.
وعن طفله أسامة وهذه الموهبة التي يملكها، أبرز الأب أن إبنه كان لديه رغبة وحب للشعر، مستدركا “لاحظنا ذلك من خلال قراءته لشعر المتنبي وبعض الأشعار المتفرقة من الكتب الدراسية وصفحات الانترنت، وكان لديه شغف بالمبارزات الشعرية معي ومع والدته ومن يحفظ الشعر من اقربائنا”.
وبخصوص التوجيه الصحيح للطفل منذ الصغر في زمن التكنولوجيا، أجاب محمد فاروق أبوحلاوة أن هناك إغراءات التكنولوجيا، لافتا أن الأسرة عانت من صعوبات تتمثل في التعلق بالأجهزة الإلكترونية وخاصة “البلايستيشن”.
وأردف الأبوين استطاعا تدارك الموقف، قائلا “لكن تم الملاءمة بين هذا و حفظهم لكتاب الله ودراستهم ومطالعتهم للشعر عن طريق تنظيم وقتهم بإشرافنا أنا ووالدتهم”.
وفي الختام وجه أبو أسامة نصيحة للآباء، تتمثل في “التركيز على زرع محبة الله ورسوله في قلوب أبنائنا وتعظيم كتاب الله عز وجل في نفوسهم . والحرص على تعلقهم بالمساجد”.
وأضاف “لا أنسى دور مراكز تحفيظ القرآن فلهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في حفظ القرآن الكريم . بالإضافة لاختيار البيئة المدرسية ذات المبادى الإسلامية في الرؤية والرسالة، وكل هذا مبني على توفيق الله عز وجل”.
