تدوينات مختارة

الشرقاوي: فرنسا وديبلوماسية خلط الأوراق

70 / 100

تدوينات مختارة

عمر الشرقاوي

 

في الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع أن تخرج وزارة الخارجية الفرنسية بتوضيح رسمي حول حيثيات قرار إلغاء مقابلة تلفزيونية لقناة فرنسية مع زعيم جمهورية القبائل فرحات مهني، تفاجأ الرأي العام الوطني ببيان نفي على لسان السفارة الفرنسية بالمغرب تكذب فيه بعض المقالات الصحفية والتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي.

حقا انه من غرائب الممارسة الديبلوماسية ما ذكرته السفارة الفرنسية ببلادنا، بينما كان من المفروض على سفارة فرنسا في الجزائر أو وزارة الخارجية الفرنسية نفسها أو القناة الفرنسية أن تصدر البيان التوضيحي.

انه من الغريب حقا وصدقا، ان يصدر هذا الكلام عن سفارة بدولة لا علاقة لها بالموضوع، فمتى كانت السفارة الفرنسية بالمغرب أو غيرها من الدول تكذب اخبار تهم دولة لا تدخل ضمن مجالها الترابي. رغم ان الادلة الصارخة تظهر تدخل الرئاسة الفرنسية من أجل إلغاء المقابلة التلفزية، بناء على اتصال من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.

إن ما فعلته سفارة فرنسا بالمغرب بخصوص تكذيب شأن سياسي وحقوقي وقع بالأراضي الفرنسية ويتعلق بالجزائر، يؤكد ان فرنسا تعيش حالة من اللخبطة الديبلوماسية اتجاه بلدنا تدفعها الى نهج لعبة خلط الأوراق وإقحام المغرب دون مبرر وسط ملف لا صلة له به لا من قريب ولا من بعيد، للتغطية على قرار المنع وازدواجية معايير جمهورية الأنوار وضربها لمبدأ حرية الصحافة الذي تظل كل يوم تعطي فيه الدروس للعالم.

وواهم من يعتقد أن فرنسا جنة ديمقراطية وحرية الصحافة، فهي يمكن أن تفعل أي شيء، واتخاذ كل ما يلزم من قرارات لممارسة الرقابة على وسائل الإعلام داخل حدودها من أجل عدم الإضرار بمصالحها العليا، فلا شيء لديها يعلو عن مصلحة فرنسا حتى وان تعارضت مع قيم جمهورية الأنوار وهذا حقها على كل حال.

خلاصة القول ان ما صدر من سفارة فرنسا يعكس حالة الانسداد الديبلوماسي التي تمر منها العلاقات المغربية الفرنسية اليوم، وما يرافقها من تعقيدات وضربات تحت الحزام، والمؤكد ان فرنسا هي المسؤولة عنها، مسؤولية مباشرة وصانعة بقوة حالة التشنج الديبلوماسي، أو بعبارة أخرى ان باريس تريد مصالحها دون تقديم أي مقابل للآخرين، وهو ما يجعلها في علاقتها ببلدنا لا تظهر عقلانية في الممارسة الديبلوماسية، بل لا تتحرج من قرارات ديبلوماسية أكثر غرائبية كما وقع مع بلاغ سفارتها بالمغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى