رأي رياضيرياضة

الأيكيدو المغربي يطرق بوابة المجهول ويبلغ الطريق المسدود (1)

المنصة: 31/03/2021 - 9:15

رياضةرأي رياضي

خالد نكراوي

الأيكيدو المغربي يطرق بوابة المجهول ويبلغ الطريق المسدود (1)

 

بمنطقة محاذية للشريط الساحلي جنوب مدينة الدار البيضاء، وتحديدا بتاريخ 30 نونبر 2019 كان التئام ما بات يعرف في الوسط الرياضي عامة، وبين أسرة فن الأيكيدو المغربي على وجه الخصوص ب”جمع عام عين قديد”.

وهو الجمع العام الذي كان أشبه بالمسرحية السيئة الإخراج، والذي لم تعترف به إلى حدود كتابة هذه الأسطر كل من وزارة الداخلية -المسؤولة قانونيا على الترخيص للجمعيات الشرعية-، ولا حضي بمباركة الوزارة الوصية؛ وزارة الثقافة والشباب والرياضة؛ – المسؤولة على القطاع الرياضي-، فكانت النتيجة الحتمية لهذا العبث، مؤسسة جامعية مع وقف التنفيذ، ومشاريع أفكار وصفت حينها بالتقدمية والثورية لم تساوي ثمن الحبر الذي طُبعت به أوراقها، وقوانين تنظيمية ظلت حبيسة الرفوف.

لم يتغير الوضع العام نحو الأفضل رغم الوعود المقدمة مسبقا، ولا حصلت طفرة معينة في البرامج والمناهج التكوينية ولا التلقينية، ولا تغيرت الوضعية المالية المتأزمة لجامعة باتت منكوبة، ولا حتى تزايد عدد النوادي والجمعيات المنخرطة، رغم العزف على إيقاع منح الدرجات العليا وتعمد توزيع بعض الأحزمة السوداء جزافا.
الأمر الوحيد الذي تغير هو مناصب بعض أعضاء المكتب المديري، وشكل الشواهد المطبوعة إضافة إلى بعض الأختام فوق بلاغات ومراسلات متفرقة موجهة للجمعيات.

منذ سنة 2018، واضطرار الرئيس الشرعي- في نظر الوزارة الوصية- شعيب وريث وضع استقالته من المكتب المديري، خاصة إذا استحضرنا حسب آخر لقاء تم مؤخرا بردهات وزارة الثقافة والشباب والرياضة، وتأكيد مدير الرياضات محمد احميميز على أن الاستقالة من خارج سلطة الجمع العام مرفوضة، وتلويحه بما يفيد عدم الرضا على مآلات الوضعية العامة، وما سيترتب عنها من قرارات وزارية جادة قد لا تبعث على الارتياح.

ومنذ ما تقدم فالنتيجة الحالية على أرض الواقع المرير، جامعة تحتضر. زاد حضر تنظيم تداريبها الجهوية والوطنية، وبعض الدورات التكوينية الجامعية، وتوقف أنشطتها الرياضية الجامعة في زمن جائحة كورونا من حدة سكرات موتها وتصلب الدماء في شرايينها وذبول أوصالها، ليكون العمل الوحيد المتبقي أمام المنتسبين إليها بعد اكتفائهم بموقف المتفرج دفنها، أفليس إكرام الميت دفنه!

وهاهي اليوم أيادي مسؤولي الوزارة تتحين الفرصة لإكرام الجسد الجامعي الميت، عبر دفنه وتحنيطه، بعدما فشلت محاولة رأب الصدع وتجاوز فتنة الخلافات المصطنعة ذات أول يوم جمعة من شهر فبراير2021، لأسباب سوف يحين بسطها والتفصيل فيها لاحقا إن شاء الله تعالى.

وللأمانة التاريخية، وحسب علمي الأكيد من مصادر جد موثوقة، باتت مشاكل جامعة الأيكيدو آخر صداع في رأس الوزارة يستحق أن تلتفت إليه، وتشتغل مصالحها القطاعية على حلحلة أزمته، وتذويب الملح الزائد في فنجانه، مادام أهل بيته لا يقيمون وزنا لما تعنيه قيمة العمل المؤسساتي المنظم وفق تصور موحد لمنظومة بنيوية شاملة.

فالجامعة الملكية المغربية للأيكيدو واليايدو وفنون الحرب في وضعية حاليا تجعلها أقرب إلى الزوجة الظهار، فلا هي متزوجة ولا هي مطلقة. ومنذ  انعقاد جمع عام “عين قديد” ومخرجاته العجيبة الغريبة، والمؤسسة الجامعية التي هي في الأصل ومن نظر القانون جمعية أشبه بمجرد جمعية وهمية، بلا نظام أساسي مصادق عليه من وزارة الشباب والرياضة، ولا وصل إيداع مؤقت أو نهائي من السلطات المحلية، وبالتالي لا خير منها يرجى.
والمثير للاستغراب أن رئيسها المنتخب “عنوة”، لم يعلن عن نفسه في محررات الجامعة من بلاغات أو مراسلات أو شواهد أحزمة ودرجات.
وفضل جهرا وسرا أن تبقى الجامعة جامدة، إلى أن تحتضر مع مرور الوقت في صمت، وتلفظ في النهاية أنفاسها!!.

المحزن في كل ماسبق أنه لم يبادر “الغيورون” إلى التحرك، ولا حتى للتفكير في الإجراءات العملية والحلول الممكنة لوضع حد لوضعية غير مفهومة وغير مقبولة بالمطلق. من منطلق الحرص على خدمة المصلحة العامة، وليس من منطلق تصفية أي حسابات مائعة وتافهة مع أي طرف، إلا مع الفراغ والجمود، ومخطط الإمعان في إحداث مزيد من الشرخ وترسيخ أجواء انعدام الثقة بين جميع مكونات أسرة الأيكيدو بالمغرب.

ولم يسعى أحاد أفراد جاهدين إلى تصحيح وضعية سيئة، وملء فراغ قاتل، وتجميع الحكماء ليفكروا بصوت جماعي ومسؤول وجاد في قضايا الأيكيدو المغربي، بصيغة الحاضر والمستقبل، وإيجاد التدابير التي يتعين الانكباب عليها، للمساهمة في إصلاح وتدعيم هشاشة الوضع القائم ووقف النزيف، وتثمين المكاسب المحققة إلى حدود اليوم على الصعيد القاري بعد الوطني.

وليبقى السؤال المؤرق، والذي تتقاسم الأجيال الحالية مسؤولية الإجابة عنه، هو متى ستستشعر مكونات أسرة الأيكيدو بالمغرب فداحة ما يجري ويقع؟ ولماذا باتت مقتنعة أن التزامها الصمت والجمود هو الخيار المناسب أمام وضعية غير عادية بالمرة؟؟!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى