الأكاديمي طروس يدرس تجربة ياسين في صناعة تلفزيون الجودة

خصّ الأكاديمي المغربي والناقد السينمائي المتخصص في تحليل الأفلام والخطاب الفيلمي محمد طروس، التجربة التلفزيونية للكاتب والإعلامي المغربي عدنان ياسين بكتاب بعنوان في بيت ياسين، صدر مؤخرا عن دار العين بالقاهرة ويعرض حاليا بمعرض أبوظبي.
وسيتم الإعلان الرسمي عن هذا الكتاب في المعرض الدولي للكتاب الذي ينظم انطلاقا من 2 يونيو، برواق دار العين، إذ سيتم تنظيم حفل توقيع للكتاب برواق الدار بحضور ياسين وطروس.
يقول طروس وهو أستاذ الأدب والخطاب السمعي البصري وسيميولوجيا السينما، عن الكتاب “كل شيء في التلفزيون ينبغي أن يكون فرجويا وإلا سيصير مملا جامدا. فخلال النقل التلفزيوني لمباراة في كرة القدم، مثلا، نكون أمام فرجة لا علاقة لها بما يجري في رقعة الملعب. فرجة ذات كتابة مضبوطة، ومقاربة إخراجية درامية، وتقطيع دقيق، وتأطير حيوي لمجرياتها. حتى أنّ المرء قد يستشعر فتورًا إذا شاهد نفس المباراة في الملعب”.
لكن، قد يقال إن مباراة كرة القدم تنسجم مع طبيعة التلفزيون الفرجوية، بعكس المادة الثقافية. هذا الكتاب يدحضُ ذلك، وفق توضيح طروس، الذي أردف “فالتلفزيون لغة ذات تحققات متنوعة، تتدرج من المستوى الفيلمي من تأطير وتقطيع والتحامٍ مقطعي، إلى المستوى الحكائي من فضاءات وشخصيات وأحداث ومتن حكائي، لتنتهي إلى المستوى الخطابي حيث القضية والموقف والحِجاج”.
من هذا المنطلق -يضيف الكاتب- نقارِب برنامج “بيت ياسين” باعتبارهِ نوعا جديدا من الكتابة التلفزيونية. برنامج كتب تلفزيونيًّا بلغةٍ سينمائية، وتجاوزَ الممارسة العادية للإعداد والتنشيط إلى مفهوم التّأليف التلفزيوني. بل إنّ مُعدّه ومُقدِّمَه الإعلامي ياسين عدنان يتحوّل أمام الكاميرا إلى كيان آخر مفارِق، يتجاوز دور المذيع المتعارف عليه تلفزيونيا بما يقترحه من أداء وينخرط فيه من حالات وجدانية، ليتحوّل إلى شخصية حكائية.
وقال صاحب كتابي: “النظرية الحجاجية من خلال الدراسات البلاغية واللسانية والمنطقية”، و”الخطاب الفيلمي: البنية والوظيفة” إنّ تحويل الثقافة إلى فُرجة يفرض كتابة تلفزيونية جديدة، ونادرة هي البرامج التلفزيونية العربية التي كسبت الرّهانين: رهانَ الفرجة ورهانَ الجودة معًا.
وانتهى إلى أن هذا الكتاب سعيٌ إلى تفكيك “بيت ياسين” اعتمادا على مفهوم الجودة وذلك في سياق نقاش أكاديمي مطروح في الغرب حول صناعة تلفزيون الجودة. وترومُ هذه الدراسة تحويلَ مفهوم الجودة إلى أداة إجرائية تُوظَّفُ في تحليل المُنجَز التلفزيوني، وعيًا منّا بضرورة تحديث المقاربات النقدية لمواكبة الدينامية التلفزيونية المتجدّدة.
وتعليقا على الكتاب قال عدنان ياسين على الفايسبوك “نادرة هي الأقلام التي يمكنها أن تكتب عن التلفزيون شيئا ذا بال في عالمنا العربي. ذاك أن حظ هذا المجال من النقد نادر، وأغلب ما يُنشر عن مواد التلفزيون، برامجِه وإنتاجاتِه، لا يتجاوز حدود المُتابعة الصحافية العابرة غير المحكُومة لا بخلفية معرفية ولا بمنهج في التحليل”.