الرياضة الوطنيةرياضة

“الأسود” في 2022 .. من إخفاق ياوندي إلى إنجاز الدوحة

62 / 100
معاذ أحوفير

 

شهدت سنة 2022 مسارا متباينا للمنتخب المغربي بدءا بالمشاركة في كأس أمم إفريقيا، مرورا بعدد من الأزمات الداخلية، وصولا إلى إنجاز تاريخي في مونديال قطر.

وبدأ المنتخب المغربي العام بافتتاح مشواره في كأس أمم إفريقيا يوم 10 يناير، وتمكن من تحقيق الصدارة في دور المجموعات، بانتصارين أمام غانا وجزر القمر وتعادل مع الغابون.

وفي الدور الثاني، تفوق “الأسود” على حساب مالاوي كاسرين بذبك عقدة الانتصار في الأدوار الإقصائية، بعد 18 عاما، بيد أن الرحلة توقفت أمام منتخب مصر في ربع النهائي، بهزيمة رفعت من حدة الانتقادات للمدرب البوسني وحيد خليلوزيتش.

وقررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الاستمرار مع المدرب، رغم تنصيص عقده على بلوع المربع الذهبي، وبالنظر لموعد الدور الفاصل المؤهل لكأس العالم أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، في شهر مارس الموالي.

وبعد تعادل شاق في كينشاسا بهدف طارق تيسودالي، إلى أن العناصر الوطنية أجهزت على خصمها في مباراة الغياب على أرضية “دونور”، بانتصار عريض بنتيجة 4 مقابل 1، نجح به المنتخب في التأهل للمونديال الثاني تواليا، لكنه لم يغير صورة المدرب لدى فئة واسعة من الجمهور.

وكانت آخر محطات خليلوزيتش في التوقف الدولي لشهر يونيو، بهزيمة عريضة أمام منتخب أمريكا، أتبعها بظهور باهت رغم التفوق على ليبيريا وجنوب إفريقيا، برسم تصفيات كأس أمم إفريقيا، واتجهت الجامعة للانفصال عن الناخب الوطني قبل 3 أشهر من ضربة بداية المونديال.

مع تعيين وليد الركراكي، أعاد هذا الأخير عددا من الاسماء التي غابت في عهد خليلوزيتش بسبب مشاكل فنية أو تأديبية مختلفة، واكتمل صفوف “الأسود” في وديتين أظهر خلالهم المنتخب المغربي بوادر على مشاركة لا تعدو أن تصنف “مشرفة” في الدوحة.

ومع انطلاق المشوار المونديالي، أظهر أبناء الركراكي وجها مختلفا بداية من تعادل أمام كرواتيا، مرورا بانتصارين على حساب بلجيكا وكندا، كتب بهما المنتخب المغربي تاريخا جديدا للكرة المغربية، بعد غياب عن الدور الثاني دام 36 سنة.

وفي ثمن النهائي، نجح الركراكي في تعطيل المنتخب الإسباني قبل أن يتكفل ياسين بونو بصد ضربتين ترجيحيتين ليرسم وجهة جديدة عنوانها ربع النهائي، للمرة الأولى في تاريخ المنتخبات العربية، والرابعة في تاريخ منتخبات إفريقيا.

وواصل المنتخب المغربي الإبهار في ربع النهائي بانتصار مقنع أمام نظيره البرتغالي، بهدف من رأسية ارتقى لها بيوسف النصيري فوق الجميع، ورفع بها سقف طموحات الجمهور المغربي بمقعد في المربع الذهبي يفتح باب التطلع إلى الكأس.

وعلى الرغم من توقف المسيرة بهزيمة أمام فرنسا في نصف النهائي، إلا أن مسار المنتخب المغربي قوبل بردود فعل منبهرة من متتبعي المستديرة في مختلف أنحاء العالم، باعتباره أفضل حصان أسود في تاريخ بطولات كأس العالم منذ انطلاقها سنة 1930.

وتشرق شمس سنة 2023 على إيقاع نشوة الأفراح بالإنجاز التاريخي، على بعد 12 شهرا من انطلاق كأس أمم إفريقيا بالكوديفوار، والتي يستهدف فيها الركراكي المربع الذهبي، ويرى فيها الجمهور المغربي فرصة لاستعادة السيطرة على القارة بعد غياب تخطى 46 عاما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى