
شهدت قارة أوروبا ثاني أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، خلال سنة 2022، تبعا لمعطيات ذكرها التقرير السنوي لخدمة كوبيرنيكوس لتغير المناخ التابع للاتحاد الأوروبي.
وذكر التقرير بأن صيف 2022 سجل أعلى موجات الحر في تاريخ القارة العجوز، وشهدت جميع بلدان القارة، باستثناء ايسلندا، درجات حرارة سنوية تتجاوز متوسط الفترة بين 1991-2020.
وأشار المصدر ذاته إلى أن عددا من بلدان غرب القارة وجنوبها شهدت تسجيل أعلى درجة حرارة سنوية، خلال 70 عاما الأخير على الأقل.
وجاء في تقرير كوبيرنيكوس بأن “الدفء غير المعتاد في أواخر الربيع والصيف في أوروبا ، بالإضافة إلى قلة الأمطار والسماء الصافية والتربة الجافة ، قد أدى إلى حدوث ظروف جفاف ، لا سيما في الأجزاء الجنوبية والوسطى من القارة”، وهو ما ساهم في نشاط غير عادي للحرائق في جنوب غرب أوروبا.
ويعتبر شتاء 2022 من بين العشرة الاكثر دفئا، بمتوسط أعلى من المعدل بحوالي 1 درجة مئوية، حيث تجاوز مقياس الحرارة المعدل في تسعة من اثني عشر شهرا خلال العام، مع تسجيل ثاني أسخن شهر “يونيو” على الإطلاق.
وعلى المستوى العالمي، يصنف عام 2022 في التربة الخامسة من حيث درجات الحرارة، بمتوسط أعلى بمقدار 0.3 درجة مئوية عن الفترة المرجعية 1991-2020، كما تعتبر ثامن سنة على التوالي تتجاوز هذا المؤشر.
وتعقيبا على التقرير، قالت منظمة العفو الدولية بأن “هذا يكشف تفاقم حدة أزمة المناخ التي سبق أن بدأت تؤدي إلى معاناة بشرية على نطاق شاسع ومثير للقلق البالغK لقد تأثر ملايين الناس بالظواهر الجوية القصوى عام 2022، التي زاد احتمال وقوعها وحدّتها بفعل تغيّر المناخ”.
وتضيف، على لسان مستشارة السياسات المتعلقة بالمناخ كيارا ليغوري، بأنه “لا يمكننا أن نخاطر بمرور سنة أخرى من دون أن نغيّر مسارنا، ويجب أن تكون سنة 2023 نقطة تبلغ فيها الانبعاثات ذروتها أخيرًا، وتُقدّم فيها الدول التزامًا دوليًا قويًا بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري”.