تدوينات مختارة

أحداد : هل هناك أزمة بين المغرب وفرنسا؟

59 / 100
محمد أحداد

 

حين سئل الحسن الثاني ذات حوار عن إسبانيا، قال: إنها قدر جغرافي.
أقدار الجغرافيا لا ترد. هذا درس التاريخ. وفرنسا قدر استعماري وثقافي أيضا.

لا أعتقد أنه ثمة أزمة بين المغرب وفرنسا. نحن لا نعلم ماذا يوجد في الكواليس، ولا نعرف طبيعة التعاون بينهما. سوء الفهم أو “الأزمة” بين فرنسا والمغرب تشبه التعريف الذي قدمه منظرو الفكر الليبرالي: الأزمة ركن من أركان الرأسمالية.
ما يحدث، وهذا اجتهاد شخصي، أن السكان الجدد لقصر الإلييزيه ينتمون لنخبة لا تعرف المغرب مثلما كان يعرفه هولوند، ساركوزي، جاك شيراك، ميتيران.. حركة عابرة للأحزاب تفوز بشكل مفاجئ بالانتخابات الرئاسية، ينتمي أغلبية أعضائها للجيل الجديد من السياسيين.

إنه نفس السيناريو الذي حدث مع إسبانيا حينما كسر حزب بوديموس اليساري ثنائية الحزبين الشعبي والاشتراكي بإسبانيا. باستثناء أثنار، الذي وصفه الملك محمد السادس، وفق رواية رئيس الاستخبارات الإسبانية السابق، بالمتعجرف، فإن علاقة الرباط بموراتينوس وسباتيرو وراخوي كانت وما تزال جيدة جدا.

ماكرون، الذي أفلت من هزيمة وشيكة في الانتخابات الماضية، لا يملك علاقات كلاسيكية مع المغرب، ربما ما يزال يعتقد أن المغرب مجرد مستعمرة قديمة مثلها أي مستعمرة أفريقية، أو أن جزءا من النخبة الفرنسية لم تستسغ بعد ظهور توجه جديد لا يرفض الفرنكفونية لكن يرى أنها متجاوزة. يمكن قراءة ذلك في الاختراق الذي حققه المغرب في الموقف النيجيري والكيني وفي وجود مزيد من الوزراء يتحدثون الإنجليزية بشكل جيد. لذلك، أصبح موقفها من الصحراء المغربية، أصبح أكثر ضبابية ورمادية من أي وقت مضى، كونه الوسيلة الوحيدة لابتزاز المغرب. وموقن جدا أنها لم “تستسغ” اعتراف أمريكا بسيادته على الصحراء.

بالمقابل يجب أن يتحلى المرء ولو بقليل من النقد الذاتي، هل بذلت النخبة المغربية جهدا لفهم أسلوب جماعة ماكرون وطريقة تدبيرهم للحكم بعيدا عن التفسير السهل والسريع: يتحالفون ضد المغرب في أفريقيا رغم أن فرنسا تتلقى الهزائم في مالي وبوركينافاصو.

مرة حاورت السفير الأمريكي صامويل كابلان، وقد كان داهية، وتحدثنا عن مواضيع كثيرة بترجمة العزيز Ghassane Hajji . حين سألته عن نفوذ فرنسا في ال off أجاب بجملة لن أنساها: لا يمكن أن تفهم العلاقة بين المغرب وفرنسا لأن جذورها ثقافية.
“الأزمة” بين المغرب هي ركن من أركان العلاقة بينهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى